NAZ
عدد المساهمات : 84 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/08/2010
| موضوع: سواد في سواد، وانحدار! الثلاثاء أغسطس 24, 2010 4:40 pm | |
| سـواد في سـواد، وانحـدار نعم هكذا اصبحت حالنا واصبحنا..
غرقنا في سراديب الظلمة، وابينا الا ان نتشبث بها، قبلناها وتعايشنا معها فأصبحت جزءا منا وما وعينا!
ذلك الضباب الذي يغطي عقولنا، لم نفكر يوما كيف يمكن ان يُبدد، فنحن غارقين في سويداء الظلمة، وللاسف ما وعيناها.
لم نتساءل يوما متى بدأنا بالانحدار وكيف، ولماذا اندحرنا؟
فالاجابة كانت اكبر منا جميعا، اجابة مؤلمة كخنجر مسموم غُرس في قلوبنا –عقيدتنا- لينشر سمه كـ قطرة من حبر اسود سقطت في كوب ماء!
هكذا اسودت قلوبنا ووجوهنا، وما سألنا و"ما علينا"!
وعندما قررنا ان نتخلى عن هويتنا فقدنا كل شيء، وتخلينا عن الكثير في سبيل الدنيء!
اصبحنا نتخبط يمنة ويسرة، ولم نعد نعلم ماهية هويتنا!
فهل هي تلك التي كتبته لنا حدود سايكس بيكو والانظمة الليبرالية الحاكمة بدين الديمقراطية، ام ما كتبه الله لنا واوصله نبينا في كتاب تعهد بحفظه من فوق سبع سماوات؟!
اين كنا، واين صرنا؟
اين ولّى زمن الفتوحات وكيف ولّى ولماذا؟!
ما بالنا، غرقنا في الاوهام، وما عدنا قادريين على تمييز الذي هو خير من الذي هو شر، والصديق من العدو، وصرنا اتباعا لغير الله!
ما الذي جنيناه من جراء التفافنا حول كتل العفن تلك؟
دمار وانحدار، وبكاء على الاطلال، وحالنا تتطور من سيء الى اسوأ!
تعلقنا بالهوى، وخفنا كل شيء، ونسينا قول الحق جل في علاه:
( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) [المائدة]
يا الله، نحن خشينا كل شيء ونسينا انك من فوق سبع سماوات مطلع على مافي الصدور!
(قل ان تخفوا مافي صدوركم او تبدوه يعلمه الله ويعلم مافي السموات ومافي الارض والله على كل شيء قدير) [آل عمران: 29]
خشينا ما سواك وانت من بيده ملكوت مافي السموات وما في الارض!
خشينا ما سواك وانت الذي بيدك النصر والذل، وما خشينا ان تستبدلنا بأمة اخرى تنتصر لدينك عنا!
(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ) [محمد: 38]
جهلنا حجم الخسارة والضرر الذي وقع علينا عندما تولينا عن طريق النجاة الذي رسمته لنا، لكنك لم تخسر ولم تُضَر!
اين نحن؟ اين وصلنا؟
اليوم نستمع بصمت مطبق عن اعتقال اخواتنا المستضعفات في مصر، ممن اخترن طريق الهدى على طريق الضلال، لتُنَفذ في حقهن محاكم تفتيش عصرية، تُزْهق بسسبها عشرات الارواح تحت وطئة تعذيب بشعة حتى يرتدوا، وخسئوا وخسىء باباواتهم ان يرتدوا، فقد علموا طريق الحق وفضلوا لقاء ربهم بنقاء روحهم، على البقاء في بركة القذارة تلك!
لم يجدوا من بين هذه الملايين من ينتصر لهن، ويخرجهن من غياهب الظلم الذي يتجرعن مرارته كل يوم، فكان الله حسيبهم ونصيرهم.
( وَمَالَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً). راجع شرح الاية
لله درك يا وفاء قسطنطين، لله درك يا كاميليا شحاته، لله دركن يا من اخترتن الحق فاختاركن الله.
ما زلنا لم نعي حجم المصيبة التي تعيشها امتنا اليوم، ومقدار العوج الذي وصلت اليه افهامنا؛
ما فقهنا اننا بتنا نسير وفق دساتير وضعية، وضعتها نفوس بشرية، ضعيفة انانية، محدودة الادراك، حتى تستكبر على شريعة ومنهج خالقها الذي هو اعلم بها منها، لتقودنا الى منحدر صعب لا يخرجنا منه الا هو!
(افَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ). [المائدة:50]
وقد وصف الله هؤلاء المتخاذلين في كتابه، المتآمرين على دينه مع اعداءه حين قال:
(ومن يتولهم منكم فانه منهم) [المائدة:51]
فلا تنتظروا من هؤلاء نصرة، فهم اعوان عليكن لا لَكُن!
ان المهزلة التي تحدث اليوم لاخواتنا المسلمات في مصر لطامة كبرى، و وصمة عار طبعت على جبين امتنا، وخصوصا ان هذه الاحداث تدور في قلب دولة اسلامية، ما الاقباط فيها الا اقلية!
وانه من العجب العجاب ان تسمع من يقول عن هذه الاقلية اهل ذمة، ومن المعلوم لدينا ان اهل الذمة في الشرع والدين هم من يكون بينهم وبين المسلمين عهد او ضمان يدفعون بموجبه الجزية ويلتزموا احكام الملة.
فهل التزمت هذه الطائفة بهذا العهد!
بل المخزي هو تعاون موظفي الازهر مع امن الدولة، لتسليم من وفقهن الله الى طريق الاسلام، غاية في ارضاء اعداء الله -عليهم من الله ما يستحقون- ولم نسمع لاحد من علماء المسلمين في مشارق الارض ومغاربها من يندد بهذا الفعل القذر، سوى بيانٍ اصدرته جبهة علماء الازهر تندد بمضمونه خذلان المسلمين عامة وعلمائهم خاصة للسيدة كاميليا زوجة القسيس السابقة!
وكان هذا اقصى ما تمكنت من فعله امة المليار!
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاالنَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْإِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَالْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْبَعْدَالَّذِي جَاءَكَ مِنَالْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْوَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [البقرة:120]
الجرح غائر وللحديث شجون، والقلم تقلته العبرة!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. التوقيع | |
|