ألديـنُ ألنَصيـحهُ , قٌلنا : لِمَنْ ؟ , قالَ للهِ ولِكتابِهِ ولِرسـولِهِ ولِأئمهِ ألمُسلمينِ وعامَتِهم .
في كُلِ مَرَهٍ أقرَأُ حَديتَاً شَريفَـاً , يَتَبادَرُ إلى ذِهني عَظَمَهُ ألرِسالهِ وألروحِ ألتي كانَ
نَبيُنا مُحمَّدُ ( صلى أللهُ عليهِ وَسَلم ) يُريدُ أن يَبعَثها في أُمتِهِ, وبالأخَص عِندما قَرأتُ هذا ألحديث قَبلَ عِدهِ
سِنين شَعرتُ لو إنَ ألناسَ أدركوا ما في هذا ألدينِ ألذي أنزَلَهُ اللهُ
هُدىً وَرحمهً لِلناسِ اجمعين مِن خيَـرٍ وسعادهٍ وَتَنَبَهـوا إلى
ماتَحويهِ
تعاليمُهُ مِن رَشادٍ وَحِكمه , وآثروا إخلاصَهُم لأنفِسِهم على تَعَصُبِهم لآرائِهم
وَتَمَسُكِهم بِما وَرثوهُ مِنْ سابِقيهم _ وإن كانَ طالِحَاً _ .
وَ أنصفوا هذا الدين حَقَ إنصافِهِ , لَبادَروا جَميعَـاً إلى التَمَسُكِ بِمبادِئهِ وقيمِهِ
وألانضواءِ لِلوائِهِ والاستظلالِ بِرايتِهِ وإلى الاعتصامِ بحصنِهِ ألحَصين وألتمسُك بِحبلِهِ ألمَتين ..
نَعَــم .. عِندها سَيكونونَ قَد عَرفوا الاسلامَ حَقَ ألمَعرِفه . ألاسلام ألذي جاءَ
مُكمِلَاً لِجميعِ ألرِسالاتِ مِن قَبلِه ليُرَبي أُمهً ويُنشِأَ مُجتَمَعَـاً صالِحاً ,
مُجتَمَعَـاً يَنهَضُ بالانسانِ وَيَجعَلُ مِن إيمانهِ أساسَهُ ألمَتين . ولِهذا جاءَ ألدين
ولِهذا أرسَلَ أللهُ أنبيائهُ ليُطَهِرَ قُلُبَنا ويُزَكي أنفُسَنا وليُنميَ أخلاصَ ألفردِ للآخرين
وليُنشَرَ ألخير في ألارض .
: : : :
وليُؤديَ ألنبيُّ ألاعظَمُ رِسالَتَهُ هذهِ وَيَجعَلُها واقِعَـاً على الارض ,
فإنَهُ وَضَعَ وَبينَ لَنا اهمَ مبادِئَ ألأسـلام لِتَكونَ ألرَكيزَهُ ألاساسيهُ ألتي يٌبنى عليها
ذاكَ ألمُجتَمع ألذي يَنشُدُهُ ألمؤمنون .
ولَرُبما أهمٌ تِلكَ ألمبادِئ ألتي جاءَ بِها , عَظيــمٌ أثَرُها في إصلاحِ ألفردِ وألمُجتمع .. * ألتناصُح
فالنَصيحـهٌ رٌكنٌ مِنْ أركانِ ألدين وَفَرضُ على المُسـلمين , لِتَسودَ ألمحبَهُ والأخاء
بَدل ألكُرهِ والعداوه .
ففي كُلِ مُجتَمَعٍ هُناكَ مِنَ ألناسِ مَنْ هو ألعاقِلُ ألرَشيـد ألذي تَصدُرُ أعمالُهُ عَن عَقلٍ ودرايهٍ,
وهُناكَ أيضَاً ألمُقصر , أعمالُهُ تُضِرُ بِنَفسِهِ وَبالآخرين وتَصدُرُ أما جَهلاً أو إستخفافَـاً ..
فلو تُرِكَ هذا المُقَصِرُ دونَ نُصحٍ أو إرشاد لتمادى في إساءَتِهِ لِنفسِه ولِغيرهِ
وإذا وجِدَ مَنْ يَنصَحُهُ ويُعيدُهُ إلى جادَهِ ألصَواب بَعد إرشادِهِ هُنا سَتَتَحَقَقُ سلامَتَهُ وسلامَهُ ألمُجتَمعِ كَكُل ..
فَكم مِنْ نَفسٍ تَنَبَهت بَعدَ غَفلَهٍ فأقلعتْ عَن المعاصي وكم مِنْ
قَلبٍ أستنارَ بالنَصيحهِ بَعدَ ظُلمَهٍ وَكم مِنْ غَويٍّ أهتدى بَعدَ
ضلالَهٍ ..
وإذا أهمَلَ ألعُقَلاءُ ألنُصحَ والارشاد تَمادى ألجُهلاءُ وألمُفسِدونَ بإفعالِهِم وغيهِم ولَكَثُرَت ألمفاسِد
وألشٌرور وأستشرى الظُلمُ والبَغي وأُهمِلَتُ ألفَضائِل وأستَبَدَ ألحُكام وعَمتْ ألفوضى وألفِتن
وَكَثُرَ ألمُفسِدونَ بِهذهِ الارضَ وانتشَرَ أذاهُم وشرٌهُم على انفُسِهم وعلى الآخرين يقولُ اللهُ تعالى :
{ وأتقوا فِتنهً لاتُصيبنَّ ألذين ظلموا مِنكُــم خاصه }
قالَ ألنبيُّ مُحمدٍ ( صلى اللهُ عليـهِ وَسَلم ) :