عندما يهيم المرء في دنيا الملذات
ويسيطر على نفسه الطموح والطمع
فتزداد أحلامه مع ازدياد الثروات
وتغرق انسانيته في بحر يملؤهـ الجشع
عندما يتعدى العقل ذكاء من يعاصرهـ من شخصيات
ويشتهر بالعمق والشجاعة والهدوء ولطف الطبع
عندها لابد أن تتجه الأنظار لصوفيا أوغستا
المرأة الذكية، الطموحة، القاسية، المولعة بجميع أشكال الحضارة، والتي تتمتع ببرود شديد في حياكة المكائد
ملكة روسيا
كاثرين العظمى
الاسم: صوفيا أوغستا فريدريك "كاثرين الثانية"
الولادة: 2/ مايو/ 1729م
الوطن الأم: ألمانيا "تشيتشن"
والدها: فريدريك أوغستا
والدها أمير وحمل رتبة محافظ مدينة تشيتشن، باسم ملك بروسيا، ولكن كاثرين
لديها أصل روسي بعيد جداً، اثنين من أبناء عمومة كاثرين أصبحا ملوك السويد
هما غوستاف الثالث و وتشارلز الثالث عشر.
أميرة من إمارة ألمانية صغيرة، لديها أربعة أخوة، لم يحالفها الحظ في أن
تكتسب تعليماً أو ثقافة مناسبة خلال مراحل عمرها المبكرة، فقد تلقت
تعليمها للغة الفرنسية كما هو سائد في عرف أسر ألمانيا الحاكمة آنذاك.
على أرض تكسوها الثلوج، عربات مسرعة تجرها الجياد، تشق طريقها مسابقة
للرياح، فتاة في الرابعة عشر من عمرها تجلس متعجبة بالقرب من والدتها في
إحدى العربات، كانت تلكـ أولى خطواتها في روسيا، فقد دعتهما الملكة
إليزابيث لحضور حفلة عيد ميلاد الدوق بطرس، أو بالأحرى لاختيار عروس لولي
عهد روسيا الأمير بيتر هولشتاين، لم ترد والدتها أن تضيع هذهـ الفرصة من
ابنتها، لذا كان عليها الإسراع لتصل في الوقت المناسب.
هناكـ أهداف سياسية كعادة الزيجات في تلك العصور من هذا اللقاء، وهو دعم روسيا لألمانيا من أجل إضعاف نفوذ النمسا.
في ربيع عام 1745م وصلت صوفيا إلى موسكو، أعجبت الملكة اليزابيث بشخصيتها
فقد رأت في عينيها أنها قادرة على إذابة جليد بلادها ورغبت في أن تكون
صوفيا هي زوجة الدوق بطرس
لم تسعد صوفيا كثيراً عندما رأت زوجها، فقد كان غبيا، عليلاً، دميماً، هذا
بالإضافة إلى أنه كان زوجها مع إيقاف التنفيذ ومهووس باللعب بالعرائس
الخشبية وتعذيب الفئران، خمس سنوات مضت، كيف لي أن أنجب وريث العرش وأنا
لازلت عذراء، علي أن ألقي بهذهـ المشاكل عرض البحر، وأحاول تحقيق هدفي
الأسمى وهو العرش، كتبت في مذكراتها:
"لم أكن لأهتم ببطرس أبداً، ولكن اهتمامي كان بالتاج الملكي"
أرادتـ تلكـ الفتاة أن تكون هي الملكة القادمة للبلاد، فسعت لتحقيق
أحلامها بشتى الطرق، تعلمت اللغة الروسية، غيرت ديانتها إلى الأرثوذكسية
الروسية وهي الديانة التي يدين بها أغلب الروس، ولم تكتفـِ بذلك، فلقد كان
لاسمها نصيب من التغيير، أصبح اسمها "كاثرين"
وهو اسم من الأسماء المألوفة في روسيا، وقد كونت بسبب حسن معاملتها
وذكائها اللامحدود رفقة من البطانة والطبقة الحاكمة الذين كانوا مستعدين
لتقديم يد العون لها في أي وقت، والأهم من هذا وذاكـ أنها راقتـ
للامبراطورة اليزابيث، التي أيقنت أن هذهـ الفتاة لا تصلح إلا لأن تكون
صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة لروسيا.
اكتشفت كاثرين بأن زوجها لا ينجب، وهذا يعارض طموحها بشدة، هاهي تتعرف على
أحد حراس القصر وتنجب منه طفلاً، وتعرفت على آخر وهاهي تنجب الطفل الثاني.
في شهر ديسمبر –يوم العيد ميلاد- من عام 1761م توفيت الملكة اليزابيث،
وأصبح زوج كاثرين امبراطوراً، قام بيتر بعدة إصلاحات حيث أوقف تعذيب
المنشقين وحلَّ مجلس شورى الملك وأصدر مرسوم خاص يلزم طبقة النبلاء
بالخدمة الرسمية.
وبالرغم من ذلك، غباءه اكسبه الكثير من الأعداء، وبدأ خطوته الاولى ضد
زوجته التي حيث يكرهها لقوتها وذكاءها، نعم سأعلن أني أريد الزواج من
غيرها، وسأصارحها الليلة بشكوكي
التوقيع