مقدمة
عندما يستمتع المشاهدين في ابداع مهاجم أو لاعب خط وسط أو
تفنن احد المدافعين واستبساله في استخلاص الكرات لن يكون المشهد غريباً ,
لكن بالفعل سنتغرب عندما نرى حارس مرمى يُمتع ويبدع ! نعم فهاهو فرانسسكو
تولدو الذي غادر الملاعب بعد أن قضى وقتاً طويلاً صال بها وجال وكان أحد
اعمدة الفيولا ثم الإنتر في السنوات الأخيرة , تولدو الذي غير مفهوم
الحراسه من فن باهت إلى فن مُمتع له جماهيره وشعبيته فأصبح الحارس الأفضل
على مستوى العالم في عصره , اسألوا هولندا وماذا فعل بهم وكيف أنقذ منتخب
كامل وأهله إلى المباراة النهائة , تولدو حكاية طويلة كُتب فصلها الأخير
في الأيام الماضية , ليكون الخبر الحزين لعُشاق ذلك الحارس , ولشعب
الإنتراوي , وللجماهير قاطبه ! فوداعاً تولدو
..
تولدو والبداية
عانا تولدو من مشاكل عائلية كانت سبباً في تفريط نادي
ميلان به , لكن عاد بعد ذلك ليُثبت أنه من طراز فريد , فأصبح الحارس الأول
على مستوى البريمافيرا في ميلان , وتم استدعاؤه ليكون الحارس الإحتياطي في
هذا النادي العملاق , بعد ذلك فضل اللاعب ترك نادي ميلان بحجة أنه يريد
اللعب بشكل اكبر , وفي فيرونا لم يكن تولدو عند حُسن التطلعات بسبب صعوبة
الإنتقال إلى فيرونا ففضل اللاعب ترك النادي والذهاب تيرينتو , في البداية
لم يكن الفريق يعتمد عليه بشكل كبير ولكن مع مرور الوقت اثبت تولدو معدنه
وبات الحارس الأساسي للفريق , بعدها انضم تولدو إلى نادي ريفينا الذي كان
وقتها يلعب بالسيريا c واستطاع أن يثبت نفسه من جديد وان يكون العنصر
الأساسي الذي قاد الفريق إلى الصعود إلى السيريا b ..
الخروج إلى الأضواء !
بعد الموسم الكبير الذي قضاه اللاعب مع نادي ريفينا انهالت
عليه العروض من كل حدب , ولكن اللاعب فضل الفيولا على الجميع للحرص اللذي
وجده من قبل مدرب الفيولا في ذلك الوقت رانييري , نادي فيورنتينا كان قد
هبط وقتها إلى السيريا b واستطاع اللاعب أن يقدم موسماً رائعاً مع الفريق
وأن يتأهل إلى دوري الأضواء , السيريا a , اللاعب واصل تقديم ادائه الرائع
مع الفريق وتوجه ببطولتي كأس ايطاليا عام 1998 و 2000 ليطوي اللاعب صفحة
الفيولا النادي الذي اخرجه للأضواء وليفتح صفحة جديده مع نادي كبير يُدعى
الإنترناسيونالي !
المسيرة الحافله بالإنجازات !
بعد نهاية الموسم الأخير مع نادي فيورنتينا تصارعت الأندية
الكبيرة على مسوى أوروبا للتوقيع مع هذه الموهبه الكبيرة , تولدو الذي
ابهر الجميع اتته العروض من كل حدب وصوب و لكن كان ناديا الإنتر وبرشلونه
هما الأكثر جديه , الفيولا طالب بمبلغ 20 مليون فأعتبره مسؤولوا البرسا
مبلغ كبير على حارس مرمى , ولكن الإنتر كان على استعداد لدفع كل تلك
الأموال , لينتقل اللاعب إلى الإنتر , وفي الموسم الأول للاعب مع الإنتر
كان موسماً ابتعد فيه الحظ عن الإنتر , حيثُ خسر الإنتر الدوري في الأسبوع
الأخير من المسابقه بعدما كان في الصدارة حتى آخر مباراة كان الحظ واخطاءُ
الحكام هي العنوان الأبرز لها , خسر تولدو ذلك اللقب الذي كان يطمح له وهو
ابن الـ 31 عاماً , وبعد فضيحة الكاليشتيو والتلاعب في المباريات وإعادة
كُل ذي حقِ حقه حقق الإنتر لقب الدروي بعد غياب وكان تولدو هو الحارس
الأساسي في ذلك الموسم , ولكن سرعان مابدا الكبر ظاهراً على الحارس
العملاق ليخلفه خوليو سيزار في حارسة الإنتر , تولدو لم يطالب بالمركز
الأساسي أو الرحيل بل عرف قدر نفسه وبقى بل وكان اكثر اللاعبين حماساً في
الفريق ليكون نجم لاعبي الإحتياط وليُحقق مع الإنتر في الحقبة الأخيرة
البطولة تلو البطولة حتى كان الحارس الإحتياطي للفريق الذي حصد الثُلاثية
في العام الماضي ..
مسيرته مع المنتخب الإيطالي
[
على مر عصور المنتخب الإيطالي , مر الكثير من الحراس
الأساطير على الشباك الإيطالية , نسينا بعضهم وآخرون كانت صورهم معلقه
بالأذهان , تولدو الذي لن ينساه أي مُتابع تابع يورو 2000 عندما قام هو
وحيداً بترجيح كفة فريقة , فبعد مباراة قوية خاضها المنتخب الهولندي في
نصف نهائي بطولة 2000 قدم فيها ملحمة كروية كانت في عاصمة هولندا
اميستردام حيثُ طُرد زامبروتا مبكراً بسبب الأجواء المشحونه بين الطرفين
ليلعب الطليان ناقصي العدد أمام اقوى المنتخبات في ذلك الوقت , وتحصل
الهولندييون على ركلة جزاء نفذها دي بوير ولكن تولدو كان لها في المرصاد ,
وفي الشوط الثاني تحصل المنتخب الهولندي على ركلة جزاء ثانية تقدم لها
كلويفرت ولكن العارضة تدخلت وانصفت تولدو , الطليان نجحوا بأن يوصلوا
المباراة إلى اللحظات ركلات الترجيح كما كانوا يريدون وسدد لإيطاليا كُل
من توتي وباجيو ومالديني وبيستو سجلها توتي وباجيو وبيستو بينما اضاعها
مالديني , وتمكن تولدو من صد ركلة جزاء لبوسليف بينما اضاع ستام الركلة
الأخرى وسجل كلويفرت الركلة الوحيدة التي هزة شباك تولدو ليُسطر تولدو
نفسه مع المنتخب الإيطالي كأبرز الرموز التي مرة على تاريخ هذا المنتخب
العريق ..
خاتمه
ربما الآن مسؤلو البرسا يعضون اصابع
الندم على عدم دفع 20 مليون من اجل الظفر في خدماته , وبالرغم من قلة
إنجازاته إلا أنه اثبت نفسه كأبرز من اجبته الكرة الإيطالية , تولدو كان
أحد ابرز الأسماء التي تابعتها وعشقتها خصوصاً بعد أن اخرج منتخب هولندا
بجيله الذهبي وأهل منتخبه إلى المباراة النهائية في مباراة كانت ولاتزال
وستكون هي مباراة التاريخ لهذا الحارس العملاق , تولدو لاعب كتب اسمه
بأحرف من ذهب عنوانها الإبداع , ومضمونها الجمال والروعه والمتعه , تولدو
اجبر الجميع على التصفيق له فكان المثال الأعلى للجيل الناشيء , فوداعاً
تولدو !
مع تحيات / EβĐα3