المال
تعريف المال في اللغة هو كل ما يقتنى ويحوزه الإنسان بالفعل، سواء أكان عينا أم منفعة، كذهب أو فضة أو نبات أو منافع الشئ كالركوب واللبس والسكن، أما ما لا يحوزه الإنسان فلا يسمى مالا كالطير في الهواء والسمك في الماء.
تعريف المال في اصطلاح الفقهاء
الاتجاة الأول : للحنفيه
المال: ما يصح تملكه شرعا من كل شيءو كل ما يمكن حيازتة وإحرازة وينتفع به عاده. إذا توافر عنصران :
-إمكان الحيازة والإحراز : فلا يعد مالا ما لا يمكن حيازته كالامور المعنوية مثل العلم والصحة.
-إمكان الانتفاع به عادة : فكل ما لا يمكن الانتفاع به أصلا، كلحم الميت والطعام المسموم أو الفاسد، أو ينتفع به انتفاعا لا يعتد به عادة عند الناس، كقطرة ماء، لا يعد مالا.
الاتجاه الثاني : جمهور الفقهاء
-أن يكون الشئ له قيمة بين الناس: وهذة القيمة تثبت بوجوب الضمان على من أتلفه سواء أكانت قليلة أم كثيرة.
-أن يكون الشئ له قيمة بين الناس: وهذة القيمة تثبت بوجهان: كأن يكون الشئ قد أباح الشارع الحكيم الانتفاع به في حال السعة والاختيار، كالحيوانات والعقارات، أما إذا كان الشارع الحكيم قد حرم الانتفاع به وب الضمان على من أتلفه سواء أكانت قليله أم كثيرة.
-أن يكون الشئ قد أباح الشارع الحكيم الانتفاع به في حال السعة والاختيار، كالحيوانات والعقارات، أما إذا كان الشارع الحكيم قد حرم الانتفاع به كالخمر ولحم الخنزير والميتة فإنه لا يكون مالا.
المال في القانون
الحق ذو القيمة المالية، أيا كان هذا الحق سواء كان عينيا أم شخصيا ام حقا من الحقوق الادبية أو الفنية أو الصناعية..
ما سبق نموذج مختصر لتعريف المال
لكن هذا ليس محور ومضمون موضوعي لكن موضوعي حول مشكلة عصر
بين حين وآخر أتعجب من اشياء تحدث في حياتنا ولا أدري اذا العيب بداخلنا ام بداخل الحياة
كل مكان اذهب اليه اسمع به كلمة المال أي النقود أو الفلوس باللغة المصرية الدارجة لدرجة اني مللت من سماعها
واصبح المال مشكلة العصر ففلان شاب لا يستطيع ان يتزوج لأنه لا يملك مالا
وفلان شاب يريد ان ينقطع عن الدراسة ويعمل حتى يحصل على المال فالدراسة أخرها شهادة والشهادة لا تطعم جائع ولا تفتح بيت الزوجية . . واذا سألته ما الذي سيطعمك ويفتح بيتك او عش الزوجية يرد عليك بكل برود قائلا المال واذا سألته لماذا ستترك مستقبلك يقول ضاحكا الشهادة الآن مالها أي قيمة
وفلان آخر يئس من الحياة دخل السجن لأنه نظر الى ما في يد غيره فسرقه ليحصل على ما يريد وهو المال فوجد مالا يريد وهو السجن وسوء السمعة وقبلهم غضب الله عليه
وفلان آخر تاجر وباع ما حرمه الله من خمر بكافة انواعه ليحصل على المال الكثير فكان جزاءه غضب الله عليه
اذا المال يضر ولا ينفع شخص طمع فيه
أيعقل ان نصل الى درجة الهذيان بكلمة المال
أين ذهبت الاخلاق والقيم من نفوسنا
الكل اصبح يظن نفسه صاحب مال وجاه وعز ونفوذ
واصبحنا نتباهي بما لدينا من ممتلكات واموال فنجد الزميل يغيظ زميله البسيط في سخرية ودهاء لقد صرفت كذا أمس وانا مع صاحبي
ونجد الصاحب يقول لصاحبه . . انا ابي اعطاني مصروفي الشهري كذا وقال لي اشتري ما تشاء وان اردت المزيد فاطلب
وتجد شخص يقول لأخر لقد اشترى ابي سيارة فخمة جدا لم يركبها احد من قبل بـ 200 ألف .. >>>> أهي سيارة أم شقة للسكن
واذا سألته عن الدين لا يفقه فيه شيئا سوى لا اله الا الله محمد رسول الله وأشك ان كان يعرفها ايضا
واذا سألته عن القيم لا يعرفها واذا نظرت بداخله وبنفسه لن تجد الاخلاق اي فكيف يجتمع المال الممزوج بالطمع والغرور مع الاخلاق في نفس واحدة الا في حالة واحدة اذا كانت أخلاقا فاسدة
المال مصدر فتنة
واذا رجعنا بنظرنا الى التاريخ
سنجد انه بسبب المال اشتعلت فتنة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
الدعاية التي نظمها عبد الله بن سبأ اليهودي باعلان قضية شغلت الرأي العام في عهد ذي النورين وهي ( هل المال مال الله أم مال المسلمين ؟ ) فكان عثمان بن عفان يرى ان المال مال الله ثم هو خليفة الله له حق التصرف في هذه الاموال ينفقها أو يدخرها الى حين بينما كان يرى البعض ان المال مال المسلمين فمن حقهم ان يوزع عليهم عقب جمعة مباشرة كما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لا يفهمني احد اني ضد المال واني زاهد فيه وآمركم بالزهد فيه
فان كنت زاهدا لا استحق هذا اللقب فأين انا و عمر بن عبد العزيز الذي كان زاهدا في ملكه كله ولا يريد شيئا من خراج دولته وعطايا الخليفة له عندما كان أميرا
ومهما كنت لن اصبح مثل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان ينام على الارض ولا يملك من بيت المال درهم واحد ولم يعيش في رغد وقصر وخدم كما فعل لاحقوه من الخلفاء الامويين والعباسيين
بل انا لا اريد ان يكون همنا الاول والاخير هو المال فأين هي طاعة الله وطاعة الرسول وأولي الأمر أين هي الاخلاق أين هي القيم
لقد سمعت عن جرائم بشعة كانت سببها المال فرأيت ولدا قتل والده ليحصل على ماله في لحظة سكر
وسمعت عن مليونير قتل اهل اسرته لأنه خسر أمواله في البورصة . . أوصلنا الى هذه الدرجة
يذبح ابناءه وزوجته لأنه خسر أمواله في البورصة لنجد في حين نرى اب يذبح ابناءه وزوجته لأنه لا يستطيع ان ينفق عليهم ويطعمهم
لقد تربينا على اسس ومباديء وقيم تربينا ان نكون قانعين بما في ايدينا من رزق ونحمد الله عليه
تربينا ألا ننظر الى ما في يد غيرنا من نعمة وان ندعو الله ببقاء النعمة له حتى لا يزيلها الله منا
تربينا ان المال رزق من الله وهو قادر على ان يوهبه لمن يشاء وقادر على ان يسلبه ممن يشاء
ان المال نعمة من الله فلا نطمع فيها ويجب ان نكون قانعين بما آتانا الله
وأوصي اصحابنا في المدارس والجامعات ان ننظر لمستقبلنا اولا ولا يشغلنا عن مستقبلنا مشاكل الدنيا لأن مستقبلنا هدفنا وهو من اسمى الاهداف
أما المال سيأتي باذن الله
ويجب ان نكون حرصيين في أوجه انفاقه فلا نبذره فيما لا ينفع يجب ان نسيطر عليه ولا نجعله يسيطر علينا بأهوائه ولا ننظر الى ما في يد غيرنا
الى هنا توقفت
في أمان الله